المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تاوريرت شريك لقطاع التعليم
تعتبر وحدات التعليم الأولي التي تندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرامي إلى دعم الاستثمار في رأس المال البشري للأجيال الصاعدة، أداة فعالة لضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم.
محاربة الهدر المدرسي وتشجيع التمدرس في تاوريرت
ذَكَّرَ عامل إقليم تاوريرت، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بالتأثير السلبي لجائحة كوفيد ـ 19 على قطاع التعليم، مستحضرا في هذا الإطار الدراسة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة حول وقع فيروس كورونا على وضعية الأطفال بالمغرب، حيث بينت هذه الدراسة أن حوالي 9،2 مليون تلميذ حرموا من متابعة دروسهم حضوريا خلال فترة الحجر الصحي، بمن فيهم أطفال التعليم الأولي الذين لم يستطيعوا إنهاء موسمهم الدراسي في التعليم الأولي الذي يعتبر عاملا محددا للنجاح المدرسي، وتقرير البنك الدولي الذي أكد أن المغرب، بعد أن عرف تقدما خلال العشرة أعوام الماضية في مؤشر الرأسمال البشري الذي بلغ6% ، واجه خطر تقويض المكتسبات في مجال التعليم نتيجة الإغلاق المؤقت للمؤسسات المدرسية واعتماد التعلم عن بعد.
وتخليدا للذكرى الـ 16 لإعطاء انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عام 2005، وفي أفق اعتبار يوم 18 ماي من كل عام يوما وطنيا للرأسمال البشري، سبق ونظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لتاوريرت، لقاء تواصليا تحت شعار “كوفيد ـ 19 والتعليم: الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات”.
وبَيَّنَ رئيس قسم العمل الاجتماعي المجهودات التي قامت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تتجلى في رصد اعتمادات مالية استثنائية لدعم الفئات في وضعية هشاشة، وكذا الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تم اعتمادها من طرف المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي في مجموع وحدات التعليم الأولي التي تسيرها بإقليم تاوريرت، باعتبارها شريكا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا القطاع. كما بين حصيلة الإنجازات التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد إقليم تاوريرت.
وثَمَّنَ المسؤول عن قطاع لتعليم بإقليم تاوريرت، المجهودات التي ما فتئت تقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمواكبة استراتيجية قطاع التعليم الهادفة إلى محاربة الهدر المدرسي وتشجيع التمدرس، وذلك من خلال دعم التنقل من خلال اقتناء حافلات النقل المدرسي، والإيواء عبر دعم الجمعيات المسيرة لدور الطالب والطالبة، ودعم ومواكبة التلاميذ الذيم يواجهون صعوبة في مسارهم الدراسي عبر دروس التقوية والدعم من خلال القاعات المتعددة الوسائط، وتوفير التعليم الأولي لأطفال الدواوير النائية.
وحدات التعليم الأولي بالجماعات الترابية لتاوريرت
وتعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم تاوريرت على توفير كافة الظروف الملائمة لهؤلاء الأطفال، بما في ذلك النقل المدرسي، من أجل تعليم ذي جودة، من شأنه تعزيز تنمية رأس المال البشري والمساواة.
وشدّد عامل الإقليم على أن التعليم الأولي يساهم في مكافحة الهدر المدرسي، وتنمية شخصية الطفل وإعداده لولوج التعليم الابتدائي، مع امتلاك جميع المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة دراسته في ظروف جيدة.
قام العربي التويجر عامل إقليم تاوريرت، وضمن الأوراش التي أطلقتها المبادرة في سياق جهودها الرامية إلى تعميم التعليم الأولي بالوسطين الحضري والقروي على السواء، بالسهر على إنجاز وحدات التعليم الأولي بعدد من الجماعات الترابية في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف تمكين الأطفال دون سن التمدرس بالوسط القروي الاستفادة من برامج التعليم الأولي في ظروف جيدة، تتماشى وأهداف المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما جاء في الرسالة الملكية الموجهة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى المشاركين في المناظرة الأولى للتنمية البشرية، المقامة في شتنبر 2019 بالصخيرات، والذي أكد جلالته من خلالها على ”ضرورة توفير عرض متجانس للتعليم الأولي وتعميمه، خاصة بالمجال القروي، لمحاربة الهدر المدرسي ”.
يشار إلى أنه حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن التفاوتات من حيث الولوج إلى التعليم تعد من بين العوامل الرئيسية لعدم المساواة في التنمية البشرية.